الاقصى

الأحد، جمادى الآخرة ١١، ١٤٢٩

السطحية في التعامل مع مشكلات العمالة

الكثير إن لم يكن الكل تابع الحملة التي أقيمت على العمالة البنغالية في الفترة الماضية وكيف أن وزارة العمل استجابت لنداءات الشعب حيث قامت بترشيد الاستقدام من بنغلادش واستبدالها بالعمالة النيبالية وهنا لي وقفة:

رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الكفر والفقر في دعائه "وأعوذ بك من الكفر والفقر" فإذا وجد الفقر وجد الكفر ولا يعني ذلك أن يكون الكفر بمعناه الصريح ولكن المعنى المقصود أن الفقر لا يهمه المال الذي يكتسبه حلال أم حرام المهم أن يصل إلى المال. وهذا الأمر ليس حكرا على جنسية بعينها ولا مجموعة من البشر في منطقة جغرافية محددة بل ينطبق على كل بني آدم –إلا من رحم الله.
فهذا العامل الذي يستلم 600 ريال سعودي شهريا جاء إلى السعودية لكسب المال وليس للنزهة والترفيه فتجده يقتصد أيما اقتصاد ليوفر ما يرسله إلى بلاده ولكن لو حسبنا المصاريف بشكل نظامي سنجد أن معظم راتبه يصرف في الضروريات فلابد له من البحث عن طرق للاقتصاد أو طرق لزيادة الدخل.

من طرق التوفير:

  • الاتصال ببلاده من خلال خطوط مسروقة.
  • تحويل الأموال إلى بلاده من خلال قنوات غير مرخصة.
  • البحث عن أماكن سكن زهيدة الثمن.
  • ركوب المواصلات الرخيصة أو شراء دراجة هوائية.
  • وغيرها ,,,,

ومع ذلك لا يخرج هذا العامل من الشهر إلى بمبلغ زهيد ولا ننسى موجة الغلاء التي تجتاح كل شيء ولم يلزم القطاع الخاص بزيادة الرواتب –هذا إن كانوا يعطون الرواتب بإنتظام وبدون نقصان-.

وأخيرا أقول:

أنا لا أبرر الخطأ أو أحاول أن أبحث عن غطاء لسقطات العمالة ولكن علينا عندما نريد نقرأ خبراً عن العمالة أن نزيد من مساحة تفكيرنا في (لماذا) بدلا من أن نركز تفكيرنا في (كيف وأين ومن) فسواء كانت العمالة بنغالية أو نيبالية أو غيرها فالمشكلة لن تحل لا بترشيد الاستقدام ولا بإيقافه وإنما الحل في إعادة النظر في نظام الكفالة ووضع حد أدنى للرواتب يضمن العامل فيه أن يعيش حياة كريمة وأن يؤمن لعائلته حياة كريمة.