الاقصى

الخميس، رجب ٠٧، ١٤٢٩

حوار مع سائق ليموزين سعودي

عندما سافرت إلى جدة لحضور زواج أحد أصدقائي وعند خروجي مطار جدة استقبلني سعودي بقوله: "تكسي" يعني هل تريد سيارة أجرة فقلت له نعم. ثم اتفقت معه على السعر وخرجنا من بوابة المطار فإذا به يطلب مني أن أتبعه إلى المواقف في القبو الغريب أنه لم يأخد مني حقيبتي (خدمة العملاء) عموما تبعته وأنا أحمل حقيبتي إلى أن وصلنا إلى سيارته ودار هذا الحوار:


أنا: أليس من المفروض أن تكون في مواقف سيارات الأجرة أمام المطار وليس في القبو وأتوقع أن هذا هو النظام.

هو: "أنا إبن البلد أشتغل زي ما أبغا والنظام حقهم يمشوه على أبو ف*** (كلمة يرمز بها إلى الهنود والبنقال)!"

في وقتها توقعت أنه توقع أني سعودي نظرا لأن لباسي سعودي فبادرت

وقالت: على فكرة أنا مش سعودي.

هو: عموما أنا أقصد أي شخص غير سعودي,,,,

ثم قال لي: أنت ***** وذكر جنسيتي فقلت له: نعم فقال لي: شكلك حلو بالشماغ .

أنا: شكرا,, وأردفت وقلت له: نحن سعوديون ولكن بدون بإقامات ولدنا في هذا البلد ونشأنا فيه ودرسنا في مدارسه وأصدقاؤنا سعوديون ولباسنا سعودي وكلامنا سعودي ومع ذلك لم نستحق الجنسية بعد.

هو: أهم شيء الواحد يعيش مرتاح والجنسية ما تهم!

قلت له: أنت عندما تريد أن تشتري سيارة هل تطالب بورقة من الكفيل؟ قال: لا.

قلت له: نحن لا نستطيع أن نشتري سيارة أو نجدد استمارة أو نجدد رخصة أو حتى نبيع سيارة ... إلخ, إلا بورقة من الكفيل

قلت له:عندما تعمل في مؤسسة هل أنت مطالب بأن تنقل كفالتك؟ قال: لا ثم تابع وقال: وش المشكلة أنقل كفالتك؟!

قلت له: إن نقل الكفالة محدد بعدد معين من المرات (4) مرات وبعد ذلك لا تستطيع أن تنقل كفالتك.

قال: أصلا لن تحتاج أن تنقل كفالتك أكثر من 4 مرات !!!

قلت
له: هل تسكن في بيت ملك أم إيجار

فقال: ملك والحمد لله.

فقلت له: أن تملك بيتا نعمة عظيمة وخصوصا في هذه الايام مع إرتفاع الإيجارات ,,, تصور أننا لا نستطيع أن نتملك بيتا في بلد أقمنا فيه أكثر من 30 سنة!! (لا أذكر ماذا رد).

ثم سألته: هل هذه السيارة ملك أم تابعة لشركة؟

فقال لي: الأجانب هم من يعملون لصالح الشركات أما السعودي فيعمل لصالح نفسه.

فقالت له: شيء طيب أن تعمل في هذا المجال فقد يكون مردوده أكبر من المردود الذي تجده في القطاع العام أو الخاص.

فقال لي: عندما تعمل في القطاع الخاص يكون لك مميزات مثل التأمين الطبي والإجازة السنوية والبدلات.

فقلت له: أنت تتكلم عن الشركات الكبيرة والمتوسطة أما الصغيرة فلا يوجد بها إلا الراتب فقط.

فقال لي: أي شركة سواء كبيرة أو صغيرة يوجد فيها تلك المميزات.

فقلت له: لا ليست كل الشركات ولقد عمل في شركة بالراتب فقط ولم أستطع أن أنقل كفالتي عليها لأني لم (أرتاح) للمدير لأنه كان يؤخر الرواتب.

قلت في نفسي: يبدو أنه لم يعمل في الشركات الصغيرة من قبل أو أن الشركات الصغيرة تعطي تلك الميزات للسعوديين فقط لأنهم ملزمون بذلك والسعودي يستطيع أن يشتكي لمكتب العمل أو العامل الذي أتي بففيزا.


عندها وصلنا إلى المكان المحدد وخرجت من السيارة مودعا له.


طبعا الحوار بتصرف مني وقد كتبت لكم الخلاصة ,,,