الاقصى

الثلاثاء، شوال ١١، ١٤٢٨

عندما ذهبت لتجديد رخصة القيادة

قبل سنة تقريباً ذهبت لأجدد رخصة القيادة الخاصة بي وكانت أول مرة أقوم فيها بتجديد رخصة القيادة. فذهبت في البداية الى قسم الرخص في إدارة المرور ولما دخلت الى القسم جعلت عيني تجول في المكان بحثاً عن من يساعدني لمعرفت مكان تقديم الاوراق وفجأة رأيت على يميني مكتب استقبال قد احتشد المراجعون عليه حتى أنك بالكاد ترى المكتب لم يمضي الكثير من الوقت حتى خرج من وسط ركام المراجعين رجل يلبس ال.ي العسكري يصرخ ويقول بالعامية: "والله لو ما تصفون صف واحد لأروح وأخليكم هنا" الترجمة: أقسم بالله إذا لم تصفوا صفا واحداً سأذهب وأترككم هنا. -همسة بين السطور: من حقه أن يطلب التنظيم ولكن ليس من حقه التهديد- ثم اصطف المراجعون بإمتعاض وكنت في آخر الصف وأثناء انتظاري لدوري رأيته يرمي الملفات في وجه بعض المراحعين من العمالة الوافدة عندما يريد توجيههم الى قسم آخر فقلت فدعوت في نفسي أن لا يفعل بي مثلهم لأني "أجنبي". عموما وصل دوري الآن فقدمت له أوراقي وقلت له أريد أن أجدد الرخصة فرد علي وقال: "تجديد الرخصة مهوب عندنا رح دلة" الترجمة: نحن لا نجدد الرخص. إذهب الى دلة. -همسة بين السطور:أنا الأن في قسم الرخص في إدارة المرور فكيف لا أستطيع أن أجدد رخصتي ويتم تحويلي الى مؤسسة خاصة!!؟؟- عموماً تركت المكان وركبت سيارة أجرة لأصل الى "دلة"في أقل وقت وكعادتي بدأت بالتعارف مع سائق الليموزين باكستاني الجنسية وعندما سألته عن دراسته قال لي أنه تخصص في تخصص طبي له علاقة بالفيزياء فإستغريت لذلك وتعجبت أشد العجب فسألته لماذا تعمل كسائق أجرة؟ فكان جوابه بإختصار أن الكفيل الذي استقدمه هو صاحب شركة سيارات أجرة وليس صاحب مشفى! -همسة بين السطور:قد أعذر الكفيل في هذه الحالة لأن المكفول اشترى فيزا عامل وليست فيزا مناسبة لتخصصه ولكن هل الخطأ على المكفول دائماً؟- وصلنا الى "دله" ودعت سائق الأجرة -كعادتي- دخلت الى المكان المخصص لتجديد الرخصة فسالت عن مكان تقديم الأوراق فقيل لي إذهب الى النافذة الفلانية فعندما قدمت أوراقي للموظف فقال لي: "مافي تجديد تعال بكرة" الترجمة:لا يمكنك التقديم اليوم ارجع لنا في الغد. استغربت لأن الساعة كانت الحادية عشرة صباحاً وينتهي الساعة الثانية بعد الظهر. -همسة بين السطور:كثير من الموظفين في القطاع الحكومي يبحثون عن الراحة ولو على حساب المراجعين وهذه حقيقة لايمكن تجاهلها- فغاضني تعامل الموظف فإتجهت الى المدير ودخلت عليه وشكيت له فعل الموظف فقام بمساعدتي مشكوراً ودلني على نافذة أخرى لأقدم أوراقي فيها وإكتشفت بعد ذلك أنني في البداية قدمت أوراقي في المكان الخطأ! -همسة بين السطور: غالباً ما ألاحظ أن المدراء في الدوائر الحكومية متواضعون وأن الموظفين متكبرون وملاحظة أخرى أقولها للذي دلني على النافذة الخطأ؛ "لا أعلم نـصـ½ــف العلم"-عموماً أكملت تجديد رخصتي في ذلك اليوم ويوجد موقف لا أريد ذكره لأسباب خاصة

والسلام خير ختام.